
أعلنت وزارة الصحة التركية عن بدء تطبيق نظام “البنك الوطني للخلايا والأنسجة”، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تلبية احتياجات المرضى من منتجات الأنسجة والخلايا عبر الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة في العمليات العلاجية والجراحية.
ويأتي هذا النظام بعد نشر اللائحة الخاصة بالمنتجات المستخلصة من الخلايا والأنسجة البشرية والمراكز المعنية بها في الجريدة الرسمية، لتوفير إطار قانوني وإشرافي كامل لإنتاج هذه المنتجات بطريقة آمنة وفعّالة.
وبحسب الوزارة، سيتم إنتاج منتجات علاجية مخصصة لكل مريض في مراكز تصنيع عالية الأمان، حيث ستخضع جميع مراحل الإنتاج والتطبيق والمتابعة العلاجية لنظام رقمي متكامل، يضمن تسجيل كل خطوة بدقة عالية، بما يشمل المنتج، والمريض المستفيد، ووقت ومكان التطبيق، وهو ما يعزز مستويات الأمان ويقلل مخاطر الأخطاء الطبية.
ويتيح النظام الجديد استبدال المنتجات المستوردة بالمنتجات المحلية المستخلصة من خلايا وأنسجة المريض نفسه أو من متبرعين مناسبين، ما يقلل من احتمالية رفض الجهاز المناعي ويزيد من معدل نجاح العلاجات. كما ستُنشأ مراكز وطنية لإنتاج منتجات الأنسجة والخلايا في مختلف أنحاء البلاد لتعزيز القدرات الإنتاجية المحلية وتقليل التبعية الخارجية.
وأكدت الوزارة أن جمع المواد الخام من الخلايا والأنسجة البشرية سيتم وفق معايير عالية للسلامة البيولوجية، وأن الإنتاج سيتم تحت إشراف وزارة الصحة وهيئة الأدوية والأجهزة الطبية التركية (TİTCK)، لضمان أعلى مستويات الجودة والأمان في المنتجات النهائية.
كما ستشرف الوزارة، بالتنسيق مع رئاسة معاهد الصحة التركية (TÜSEB)، على تطوير العلاجات المخصصة، بما يسهم في ابتكار طرق علاجية جديدة وتوسيع تنوع المنتجات العلاجية المتاحة للمرضى، وهو ما يعزز الفعالية العلاجية ويقدم خيارات أوسع للعلاج الشخصي في المستقبل.
وسيحدد الأطباء احتياجات المرضى العلاجية، فيما ستُصرف المنتجات الموصوفة عبر صيدليات المستشفيات والمراكز المعتمدة، إضافة إلى مؤسسة المستلزمات الحكومية (DMO). وستعمل وزارتا الصحة والعمل والضمان الاجتماعي على ضمان وصول المرضى إلى هذه المنتجات في بيئة آمنة وبشروط مناسبة، بما يحقق أعلى معايير الرعاية الصحية.
تأتي هذه المبادرة ضمن جهود تركيا لتعزيز الإنتاج المحلي في قطاع الرعاية الصحية، والارتقاء بخدمات العلاج المبتكرة، وتقليل الاعتماد على الواردات، بما يضع البلاد على طريق الاستقلالية الدوائية والطبية مستقبلاً.
المصدر: الأناضول | ترجمة وتحرير: بوستانبول