
برزت استثمارات مجالات الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا المالية (Fintech)، والألعاب، في نظام ريادة الأعمال التركي خلال النصف الأول من عام 2025، ومن المتوقع أن تستمر هذه الاستثمارات في النمو.
فوفقا لتقرير “Startups.watch” الخاص بنظام ريادة الأعمال التركي للربع الثاني، تم تنفيذ 91 جولة استثمارية بقيمة إجمالية بلغت 211 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى من العام. وكانت قطاعات التكنولوجيا المالية قد استقطبت 97.1 مليون دولار، والألعاب 72.4 مليون دولار، والذكاء الاصطناعي 12.6 مليون دولار، مما يجعلها القطاعات الثلاثة الأبرز من حيث حجم الاستثمارات.
وأشار ممثلو هذه القطاعات إلى أن المستثمرين سيستمرون في انتقائهم الدقيق لمشروعات تعتمد على نماذج أعمال متينة في النصف الثاني من العام، مؤكدين أن الشباب المتحمس للتكنولوجيا في تركيا يجعل البلاد بيئة جاذبة للاستثمار وتوفر فرصا طويلة الأجل.
وقال باريش أوزيستك، المدير التنفيذي لشركة Boğaziçi Ventures، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن قطاع الألعاب حافظ على زخمه القوي وواصل جذب اهتمام المستثمرين العالميين، وأن قطاع التكنولوجيا المالية شهد توجها مشابها.
وأضاف أوزيستك أن استثمارات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات البنية التحتية الرقمية، والصحة الرقمية، والروبوتات، ستشهد تسارعا خلال العام، متوقعا أن يكون النصف الثاني من العام أكثر نشاطا، رغم صعوبة الوصول إلى حجم الاستثمارات المسجلة العام الماضي. وأكد أن الألعاب والتكنولوجيا المالية ستستمر في الريادة، لكن على تركيا أن تجعل الذكاء الاصطناعي هو القطاع القيادي، تماشيا مع التوجهات العالمية.
وأشار أوزيستك إلى قوة النظام البيئي للشركات الناشئة في مجالات الألعاب، والتكنولوجيا المالية، وتقنيات التجزئة، والدفاع، مع تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية، والتنقل، والتكنولوجيا الصناعية، لكنه لاحظ غياب قطاعات مثل التكنولوجيا الحيوية التي تحتاج إلى تمويل عالي.
وذكر أوزيستك أن تقريرا أعده فريق العمل الخاص بنظام ريادة الأعمال في اتحاد الصناعات التركية (TÜSİAD) صنف تركيا ضمن أفضل 10 دول في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا (EMEA) من حيث ظهور الشركات الناشئة وتجربتها للسوق وتوسيع نطاقها عالميا.
وحث أوزيستك رواد الأعمال على التركيز على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل مختلف المجالات، وخلق قيمة، وتوسيع أعمالهم على المستوى العالمي.
من جهته، أكد علي كرباي، الشريك المؤسس لشركة 212، أن نظام ريادة الأعمال في تركيا أظهر صلابة أمام التقلبات الاقتصادية العالمية في النصف الأول من العام.
وأشار إلى أن قطاع التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي تصدر من حيث عدد الصفقات، في حين كان قطاع الألعاب الأبرز من حيث حجم الاستثمارات.
وأوضح كرباي أنهم يتوقعون استمرار المستثمرين في التوجه نحو نماذج أعمال متينة، مع التركيز على مجالات استراتيجية مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تزايد الاهتمام بتقنيات الطاقة والحلول المناخية، مؤكدا أن إشارات التعافي في نظام ريادة الأعمال تزداد قوة مع وجود أجواء استثمارية منتقاة لكنها مستقرة، مع دعم مستمر للشركات الناشئة ذات الإمكانات العالمية.
ولفت كرباي إلى أن نظام ريادة الأعمال التركي حقق تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المالية، والألعاب، والذكاء الاصطناعي، حيث نشأت بنية تنافسية عالية من حيث جودة المنتج والكفاءات.
ونوه إلى أن الاستثمارات البالغة 211 مليون دولار خلال 91 جولة في النصف الأول من العام رفعت تركيا فوق أسواق مثل رومانيا وبلغاريا، لكنها لا تزال خلف بولندا وجمهورية التشيك، حيث تحتل تركيا مركزا ضمن الخمسة الأوائل في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية (CEE) من حيث نشاط المراحل المبكرة.
وأشار كرباي إلى أن تركيا، رغم تباطؤ عدد صفقات الخروج الكبرى خلال العامين الأخيرين، تتمتع بحيوية كبيرة في المراحل الأولى، وأن جودة رواد الأعمال المتزايدة تعطي مستقبلا واعدا، مع وجود قاعدة شبابية متمكنة من التكنولوجيا تجعلها بيئة جذابة للاستثمار على المدى الطويل.
واختتم بالقول إن دمج الذكاء الاصطناعي يعد خطوة مهمة لتعزيز تنافسية الشركات الناشئة، وأن اهتمام المستثمرين يتجه نحو الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، حيث تحقق الشركات التي توظف الذكاء الاصطناعي في نماذج أعمالها تميزًا أسرع في السوق.
المصدر: الأناضول
ترجمة و تحرير: بوستانبول