
في خطوة تهدف إلى ضخ السيولة في شرايين الاقتصاد التركي، دعا رئيس غرفة صائغي الذهب في إسطنبول (İKO)، مصطفى أتاييك، إلى تأسيس بنك الذهب “Altınbank”، مشيرًا إلى أن ما يقدر بنحو 500 مليار دولار من الذهب يكمن “تحت الوسائد” خارج النظام المصرفي التقليدي. يُتوقع أن يساهم هذا الاقتراح، إلى جانب مقترحات أخرى، في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تفعيل هذه الثروة الخامدة.
🏠 ثروة تحت الوسائد: تقديرات بـ 5 آلاف طن من الذهب
كشف أتاييك أن التقديرات تشير إلى وجود ما يقارب 5 آلاف طن من الذهب في منازل المواطنين، وهي كمية تقدر قيمتها بنحو 500 مليار دولار أو أكثر، بناءً على سعر الكيلوغرام الواحد الذي يبلغ حوالي 107 آلاف دولار. هذه التقديرات، التي تتوافق مع بيانات مجلس الذهب العالمي، تلقي الضوء على حجم الاحتياطي غير المستغل الذي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد.
🏗️ استهلاك القطاع وواقع الإنتاج المحلي
أوضح أتاييك أن قطاع المجوهرات لا يستهلك كل الذهب المستورد، حيث يُستخدم ما بين 40% إلى 50% فقط من الإجمالي في الصناعة. هذا الجزء يُحوّل إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية تتراوح بين 2500 و5000 دولار للكيلوغرام الواحد، مما يجعله من أغلى صادرات تركيا.
وفيما يتعلق بالإنتاج المحلي، كشف أتاييك عن إنتاج 35.5 طن في عام 2023 و32.2 طن في عام 2024 من 18 موقعًا لتعدين الذهب. وشدد على أهمية زيادة الإنتاج المحلي وإعادة تدوير الخردة لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير العملات الأجنبية.
🔄 نظام “YAY-SİS”: جسر الثقة بين المواطن والاقتصاد
لمعالجة مشكلة عدم ثقة المواطنين في إيداع الذهب بالبنوك، اقترحت İKO نظام “استثمارات الذهب تحت الوسائد” (YAY-SİS). يعتمد هذا النظام على إشراك الصاغة الذين يتمتعون بثقة المواطنين في عملية جمع الذهب وتقييمه. بموجب YAY-SİS، سيقوم الخبراء بتقييم الذهب الخام، ويتم تحويل قيمته من حساب الصائغ إلى حساب المواطن في البنك، مع تحديد العائدات.
وأكد أتاييك أن دمج الصاغة في هذا النظام سيسهم في تفعيل بنيتهم المالية القوية وعلاقاتهم المتينة مع العملاء، مما يسهل دمج المدخرات الذهبية في السوق.
🏦 “بنك الذهب”: رؤية لحل شامل
إلى جانب YAY-SİS، تقدم İKO اقتراحًا جريئًا لإنشاء “بنك الذهب”. يهدف هذا البنك، الذي سيُدار بمنطق تعاوني للصاغة بدعم من القطاع العام، إلى معالجة تحديات متعددة في آن واحد، بما في ذلك الاستيراد، عجز الحساب الجاري، تفعيل الذهب تحت الوسائد، والتكنولوجيا والاستثمار.
يرى أتاييك أن “بنك الذهب” سيكون له دور حاسم في تسريع عمليات تسييل الذهب الخامد وتلبية احتياجات الصاغة من قروض الذهب. وتجري حاليًا مناقشات مع هيئة التنظيم والرقابة المصرفية (BDDK) لتحديد نوع ورأس مال البنك، مما يمهد الطريق لإنشاء هذه المؤسسة المالية المتخصصة.
📌 الخلاصة
“Altınbank” ليس مجرد بنك، بل هو رؤية جديدة لكيفية دمج الثروات الخاصة في البنية الاقتصادية للبلاد.
تركيا تجلس فوق منجم حقيقي من الذهب، لكن دون أن تستفيد منه فعليًا في إنتاجها أو اقتصادها.
بإطلاق مثل هذه المبادرات، قد تكون تركيا على موعد مع ثورة مالية صامتة مصدرها الذهب الذي طالما احتُفظ به للأيام الصعبة.
تمت الترجمة نقلآ عن موقع ميلييت بتصرف